حقائق رئيسية
- انتشر احتيال "bilhete premiado" (تذكرة الرابحة) في البرازيل منذ عام 1900
- يعمل المجرمون بتنسيق متبادل لإقناع الضحايا بفوزهم بجوائز موهومة
- خسر رجل يبلغ من العمر 88 عاماً في ساو باولو مبلغ 70 ألف ريال برازيلي
- خسرت امرأة مسنة في ساو خوسيه دوس كامبوس 3.25 مليون ريال برازيلي عبر 14 إيداعاً
- سجلت ساو باولو 382 حالة حتى ديسمبر 2025، على الرغم من اعتقاد أن الأرقام الفعلية أعلى
ملخص سريع
لا يزال مخطط احتيالي يعمل في البرازيل لأكثر من قرن يواصل استهداف ضحايا جدد في ساو باولو من خلال التلاعب النفسي المتطور. يتضمن احتيال "bilhete premiado" المجرمين الذين يقتربون من الضحايا المحتملين، عادة بالقرب من المؤسسات المصرفية، بوعود بجوائز يانعة تتطلب مساعدة مالية فورية للمطالبة بها.
تتطلب العملية على الأقل شخصين يعملان بتنسيق. يدعي الجاني الأول أنه فائز بالجائزة لكنه لا يمكنه استلامها لأسباب دينية أو أخلاقية، بينما يظهر شخص ثان بشكل مفاجئ ل"التحقق" من صحة التذكرة. معاً، يقنعون الضحايا بتقديم المال مقابل رسوم معالجة أو ضرائب مزعومة. تظهر الحالات المسجلة الأخيرة خسائر مالية كارثية، بما في ذلك رجل مسن خسر 70 ألف ريال، وضحية أخذ قرضاً بقيمة 100 ألف ريال، وامرأة خسرت 3.25 مليون ريال عبر 14 إيداعاً منفصلاً خلال شهر واحد.
تشير السجلات الرسمية إلى أن هذا الاحتيال موجود منذ عام 1900، لكن المجرمون يحافظون على فعاليتهم باستهداف الأفراد المسنين واستغلال ثقتهم. يترك المخطط الضحايا ليس فقط ماليين مدمرة، بل أيضاً متأثرين نفسياً، حيث يعاني الكثير في صمت بسبب الخجل والإحراج.
كيف يعمل الاحتيال
يتبع الاحتيال نمطاً قديماً يستغل الثقة البشرية والرغبة في الثراء السريع. يختار المجرمون ضحاياهم بعناية، عادة اختيار المواقع بالقرب من المراكز المصرفية ذات التركيز العالي للمؤسسات المالية. يظهرون أنفسهم كأشخاص مهذبين ومحترمين لاستخدام مصداقية فورية.
يتضمن المخطط أداءً تمثيلياً بمشاركة على الأقل ممثلين. يدعي الجاني الأول أنه يمتلك تذكرة رابحة لكنه يشرح أنه لا يمكنه المطالبة بالجائزة لأسباب دينية أو أخلاقية. شخص ثان، يبدو كغريب تام، يقترب من الثناء ويعبّر عن شك في صحة التذكرة.
يقوم هذا الممثل الثاني بدور حاسم: يتحقق من أرقام التذكرة مقابل النتائج المنشورة، مؤكداً صحة الجائزة للضحية. شرح مسؤول شرطة المنهجية: "يختارون الضحية جيداً، عادة بالقرب من أماكن توجد فيها بنوك، وعدد كبير من البنوك، وهم أشخاص يرتدون ملابس جيدة جداً. أحدهم يقول إنه متدين، أنه لا يمكنه استلام الجوائز لأسباب أخلاقية ودينية، لكن لديه التذكرة الرابحة هناك. ثم آخر يكون بالجوار يقول، 'لا، لا أصدق، هل هذا حقاً صحيح؟' وحتى يتحقق من المصادر ليرى ما إذا كانت الأرقام تطابق الأرقام التي سحبت.'"
يتزايد التلاعب النفسي حيث يخلق المجرمون شعوراً كاذباً بالإلحاح والفرصة. يُعرض على الضحايا فرصة محدودة للمشاركة في تقسيم جائزة ضخمة، تتطلب منهم توفير نقدية فورية كـ "رسوم معالجة" أو "وديعة حسن نية". التذكرة نفسها عادة ما تكون ظرفاً يحتوي على ورق ممزق، والذي لا يفحصه الضحايا عن كثب بسبب ضغط اللحظة.
خسائر مالية كارثية
وثقت كاميرات المراقبة في ساو باولو أحد أكثر الهجمات وقاحة عندما استهدف الأخوان Luiz Cláudio dos Santos وPaulo Cézar dos Santos رجلاً يبلغ من العمر 88 عاماً. اقترب Paulo من الضحية المسن مدّعياً أنه يحمل تذكرة رابحة لكنه رفض قبول المال مباشرة لمعتقداته الدينية. ثم ظهر Luiz Cláudio متظاهراً بأنه لا يعرف شقيقه، وعرض المساعدة في حل الموقف.
أدى الأخوان مكالمة هاتفية مزيفة إلى مدير مزعوم في Caixa Econômica Federal، الذي "أكد" وجود الجائزة. أقنع هذا الأداء الضحية المسن بتسليم 70 ألف ريال برازيلي مقابل التذكرة المزيفة. وصف الضحية لاحقاً التجربة: "بدا وكأنهم أخضعوني للتنويم المغناطيسي. فعلت كل ما أخبروني بفعله."
تضمنت حالة أخرى ضحية أخذ قرضاً بقيمة 100 ألف ريال بعد أن اقتربت منه امرأتان في الشارع. لعبت إحدى الامرأتين دور الفائزة بالجائزة التي هددت بتمزيق التذكرة إذا لم يتم الإغلاق فوراً. شعر الضحية في البداية بالشك لكنه اقتنع بعد مقابلة "أخصائي نفسي" مزعوم شرح كيفية المشاركة في تقسيم جائزة بقيمة 13 مليون ريال.
حدثت الحالة الأكثر كارثية في ساو خوسيه دوس كامبوس، حيث خسرت امرأة مسنة 3.25 مليون ريال عبر 14 إيداعاً منفصلاً على مدار شهر واحد. استنفدت مدخراتها وقامت بقرض بنكي قبل أن تدرك أنها تعرضت للاحتيال.
التأثير النفسي والشبكات الإجرامية
يوضح علماء النفس الذين درسوا هذه الحالات أن المجرمين يقوضون بشكل منهجي "قدرة الضحايا على المقاومة" من خلال الإقناع المستمر والضغط العاطفي الشديد. يُعد كبار السن ضحايا خاصة لأنهم غالباً ما يمتلكون مدخرات كبيرة وقد يكونون أكثر ثقة بغرباء مهذبين ويرتدون ملابس جيدة.
يمتد التأثير النفسي بعد الخسارة المالية. يعاني الضحايا من خجل وإحراج عميقين، مما يصبح التأثير النفسي الأكثر أهمية للاحتيال. يمنع هذا العبء العاطفي غالباً الناس من الإبلاغ عن الجريمة للسلطات، مما يسمح للمجرمين باستمرار العمليات بمعزل عن العقاب.
حددت الشرطة المدنية (Polícia Civil) عائلة إجرامية متخصصة تعمل هذا الاحتيال منذ عام 2009 على الأقل، بناءً على سجلات التحقيق. بينما لا يزال Luiz Cláudio dos Santos وPaulo Cézar dos Santos في السجن، تبقى Viviany Araújo Estaninslau، زوجة Paulo، هاربة مع مذكرة توقيف نشطة.
سجلت الإحصائيات الرسمية من Deic (إدارة الجرائم وحماية الأشخاص) 382 حالة في ساو باولو حتى ديسمبر 2025. يعتقد المحققون أن الرقم الفعلي أعلى بكثير لأن الكثير من الضحايا يعانون في صمت بسبب الخوف والإحراج.
تحذيرات رسمية والوقاية
أصدرت المؤسسات المالية والسلطات تحذيرات واضحة حول هذا الاحتيال. توضح Caixa Econômica Federal أنها لا تتحقق أبداً من التذاكرة الرابحة عبر الاتصال الهاتفي أو الإنترنت. يجب إجراء جميع عمليات التحقق المشروعة من الجوائز شخصياً في فروع وكالاتها.
تقدم Febraban (الاتحاد البرازيلي للبنوك) إرشادات محددة للمواطنين: لا تسلّم المال لغرباء في أي ظرف، وقم دائماً بتقديم بلاغ رسمي للشرطة عند مواجهة محاولات احتيال. يساعد هذا التوثيق السلطات على تتبع الأنماط الإجرامية واسترداد الأموال المسروقة محتملاً.
يُظهر استمرار هذا الاحتيال القديم كيف تبقى أساليب الاحتيال التقليدية فعالة عند دمجها مع تقنيات التلاعب النفسي الحديثة. يستغل المجرمون الرغبة الشائعة في الأمن المالي بينما يستهدافون أكثر فئات المجتمع ضعفاً.
تستمر جهود إنفاذ القانون في التحقيق في هذه الحالات